حيل عديدة يبتكرها السجناء وذووهم لتهريب المواد المخدرة والممنوعات.
رجال البحث الجنائى فى قطاع السجون أحبطوا معظمها، وخلال جولة «المصرى
اليوم» فى سجن برج العرب مع وفد المجلس القومى لحقوق الإنسان، رصدت أهم
هذه الطرق التى سجلها العقيد محمد على حسين، مدير إدارة البحث الجنائى
لسجون الوجه البحرى، أبرزها محاولة سيدة تهريب كيلو ونصف الكيلو من مخدر
الحشيش، بعد أن أوهمت إدارة سجن برج العرب أنها مشلولة وتجلس على كرسى
معاقين أثناء زيارتها لابنها، وكذلك محاولة تهريب ٣ آلاف قرص مخدر فى غلاف
مصحف.
الغريب أن سعر علبة السجائر داخل السجن وصل إلى ٥ آلاف جنيه، لأن أهالى
النزيل يقومون بتفريغ محتوياتها وحشوها بالحبوب المخدرة، وإعادة تغليفها
مرة أخرى مقابل ١٠٠ جنيه، بالإضافة إلى محاولات تهريب هواتف محمولة داخل
البطيخ والمربى.
فى غرفة كبيرة داخل سجن برج العرب سجل مدير البحث الجنائى لسجون الوجه
البحرى بإشراف اللواء سامى الروبى، مدير إدارة البحث الجنائى بقطاع
السجون، العديد من الصور والوقائع التى تؤكد أن العقل البشرى قادر على
ابتكار كل جديد، منها محاولة تهريب المواد المخدرة فى البيض، بعد أن تقوم
أسرة السجين بتفريغ محتويات البيض واللب السورى.
وسجلت الصور محاولة سيدة تهريب ٣ هواتف محمولة داخل البطيخ، ومحاولات
تهريب عقاقير مخدرة داخل كبسولات أدوية مصرح باستخدامها. ومن أغرب القضايا
محاولة تهريب ٣ آلاف قرص مخدر داخل غلاف المصحف عندما حاول عامل تهريبها
إلى شقيقه الذى يقضى عقوبة السجن المشدد ١٥ سنة، وواقعة أخرى حين تظاهرت
سيدة بأنها مصابة بشلل أثناء زيارتها لابنها المحكوم عليه بالمؤبد، ودخلت
على كرسى متحرك، تبين أنها كانت تحشوه بكيلو ونصف الكيلو من مخدر الحشيش،
وسيدة أخرى وضعت ٣ آلاف قرص مخدر داخل «كمر» البنطلون التى كانت ترتديه،
من أجل تسليمه إلى نجلها.
قال رئيس البحث الجنائى لسجون الوجه البحرى إن معظم محاولات التهريب
تكون لمخدرى الحشيش والبانجو والأقراص المخدرة والبودرة والهواتف
المحمولة، وأنها تكون من أهالى السجناء، ويتم عرض المتهم فى الواقعة على
النيابة العامة، وفى حالة ضبط المسجون يحقق معه بعد تحرير المحضر وتوقع
عليه عقوبة، وأن هناك متهماً يأتى لتنفيذ حكم سنة، إلا أنه يقضى ١٠ سنوات
من تكرار ضبطه فى محاولات تهريب، أما فى حالة أن تكون محاولة التهريب من
أهالى السجين فيتم تحرير المحضر وتتولى النيابة التحقيق.
وأشاد الدكتور نبيل حلمى، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، بالمجهود
الذى تقوم به إدارة السجون فى ضبط محاولات تهريب الممنوعات إلى داخل
السجون، مؤكداً أن هناك طفرة كبيرة فى السجون المصرية، مطالباً فى الوقت
ذاته مسؤولى المحليات بالعمل على تمهيد الطريق المؤدى إلى السجن.