وادي

أهلا بك عضونا الكريم
وادي يتمنى لك زيارة ممتعة ومفيدة
مع تحيات

مؤمن

https://www.facebook.com/momenelrfaay

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

وادي

أهلا بك عضونا الكريم
وادي يتمنى لك زيارة ممتعة ومفيدة
مع تحيات

مؤمن

https://www.facebook.com/momenelrfaay

وادي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

وادي بين ضفاف القلوب يجمّع الأصدقاء



    الحلقة الرابعة

    avatar
    malim
    وادياوي سوبر
    وادياوي سوبر


    تاريخ التسجيل : 11/03/2010
    تاريخ الميلاد : 15/04/1989
    ذكر العمل/الترفيه : .
    نقاط : 60729
    عدد الرسائل : 1456
    العمر : 35
    الشهرة : 11

    الحلقة الرابعة Empty الحلقة الرابعة

    مُساهمة من طرف malim الجمعة 04 يونيو 2010, 9:22 am

    عبد الله بن عباس
    عالم مسلم
    الاسم: عبد الله بن عباس
    اللقب: حبر الأمة وترجمان القرآن
    ميلاد: 618 - 619 م
    وفاة: 687 م
    الاهتمامات الرئيسية: القرآن والسنة، الحديث، التفسير
    تأثر بـ: محمد بن عبد الله
    تأثر به: وهب بن منبه، طاووس بن كيسان، قاسم بن محمد‎

    هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم، ابن عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، حبر الأمة وفقيهها وإمام التفسير، ولد ببني هاشم قبل عام الهجرة بثلاث سنين، وكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم دائم الدعاء لابن عباس فدعا أن يملأ الله جوفه علما وأن يجعله صالحا. وكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يدنيه منه وهو طفل ويربّت على كتفه وهو يقول: " اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل".

    توفي رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وعمر ابن عباس لا يتجاوز ثلاث عشرة سنة، وقد روي له 1660 حديثا. كان عبد الله بن عباس مقدما عند عثمان بن عفان، وأبو بكر الصديق(م)، ثم جعله علي بن أبي طالب () واليا على البصرة وكان عمره يوم وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم 14 عاماً.

    لغزارة علم ابن عباس ‎صلى الله عليه وسلم، لقب بالبحر إذ أنه لم يتعود أن يسكت عن أمر سُئل عنه، فإن كان الأمر في القرآن أخبر به، وإن لم يكن في القرآن وكان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر به، فإن كان من سيرة أحد الصحابة أخبر به، فإن لم يكن في شيء من هؤلاء قدم رأيه فيه، ومن شدة اتقانه فقد قرأ سورة البقرة وفسرها آية آية وحرفا حرفا. لشدة ايمانه أنه لما وقع في عينه الماء أراد أن يتعالج منه فقيل له: إنك تمكث كذا وكذا يوما لا تصلي إلا مضطجعا فكره ذلك.

    وقد قال ‎صلى الله عليه وسلم: سلوني عن التفسير فإن ربي وهب لي لسانا سؤولا وقلبا عقولا.

    جزء من سلسلة
    علم التفسير

    أمهات التفاسير

    أهل السنة:

    * تفسير ابن كثير — ت 774 هـ
    * تفسير الطبري — ت 310 هـ
    * تفسير القرطبي — ت 671 هـ
    * تفسير الجلالين — ت 864 هـ/911 هـ

    شيعة:

    * تفسير الميزان — 1892-1981

    التفاسير السنة

    * تفسير ابن عباس — ت 68 هـ
    * تفسير الكبير — ت 606 هـ
    * تفسير البغوي — ت 510 هـ
    * تفسير فتح القدير — ت 1250 هـ
    * التحرير والتنوير 1879-1972
    * في ظلال القرآن — ت 1387 هـ
    * تفهيم القرآن — 1903-1979
    * تدبر القرآن — 1904–1997


    التفاسير الشيعية

    * تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن — أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي
    * مجمع البيان — d. 1153
    * تفسير نور الثقلين —
    * الأمثل في تفسير كلام الله المنزل — ناصر مكارم الشيرازي
    * الصافي في تفسير كلام الله الوافي — الفيض الكاشاني
    * التدبر في القرآن — محمد رضا الحسيني الشيرازي
    * تفسير القمي —

    التفاسير الصوفية

    * تفسير التستري — ت 283 هـ
    * تفسير ابن عربي —558هـ - 668هـ
    * تفسير لطائف الإشارات — ت 465 هـ
    * تفسير روح البيان — ت 1127 هـ

    تفاسير المعتزلة

    * الكشاف — ت 538 هـ

    مصطلحات علم التفسير

    * أسباب النزول
    * الناسخ و المنسوخ

    من أقوال الناس في الصحابي ابن عباس

    * كان عمر بن الخطاب يحرص على مشورته في كل أمر كبير، وكان يلقبه بفتى الكهول. وكان إذا ذكره قال: ذاكم كهل الفتيان.
    * يصفه سعد بن أبي وقاص بهذه الكلمات:

    " ما رأيت أحدا أحضر فهما، ولا أكبر لبّا، ولا أكثر علما، ولا أوسع حلما من ابن عباس..

    ولقد رأيت عمر يدعوه للمعضلات، وحوله أهل بدر من المهاجرين والأنصار فيتحدث ابن عباس، ولا يجاوز عمر قوله"..

    * قال طاووس: أدركت سبعين شيخا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فتركتهم وأنقطعت إلى هذا الفتى، يقصد ابن عباس، فاستغنيت به عنهم.
    * وقال مسروق: إذا رأيت ابن عباس قلت أجمل الناس، فإن هو تكلم قلت أفصح الناس، فإن هو حدث قلت أبلغ الناس.
    * قال ابن عمر: ابن عباس أعلم الناس بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
    * قال عطاء بن أبي رباح: ما رأيت مجلسا أكرم من مجلس ابن عباس، ولا أعظم جفنة ولا أكثر علما، أصحاب القرآن في ناحية، وأصحاب الفقه في ناحية، وأصحاب الشعر في ناحية، يوردهم في واد رحب.
    * قال مجاهد: كنت إذا رأيت ابن عباس يفسر القرآن أبصرت على وجهه نورا.

    يقول عن نفسه:" ان كنت لأسأل عن الأمر الواحد، ثلاثين من أصحاب رسول الله.

    ويعطينا صورة لحرصه على إدراكه الحقيقة والمعرفة فيقول:" لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لفتى من الأنصار: هلمّ فلنسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانهم اليوم كثير. فقال: يا عجبا لك يا بن عباس!! أترى الناس يفتقرون إليك، وفيهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من ترى؟؟ فترك ذلك، وأقبلت أنا أسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فان كان ليبلغني الحديث عن الرجل، فآتي إليه وهو قائل في الظهيرة، فأتوسّد ردائي على بابه، يسفي الريح عليّ من التراب، حتى ينتهي من مقيله، ويخرج فيراني، فيقول: يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء بك..؟؟ هلا أرسلت اليّ فآتيك.؟ فأقول لا، أنت أحق بأن أسعى إليك، فأسأله عن الحديث وأتعلم منه"..!!

    سئل ابن عباس يوما:" أنّى أصبت هذا العلم"..؟ فأجاب:" بلسان سؤول.. وقلب عقول"..

    فبلسانه المتسائل دوما، وبعقله الفاحص أبدا، ثم بتواضعه ودماثة خلقه، صار ابن عباس" حبر هذه الأمة..

    كان تنوّع ثقافته، وشمول معرفته ما يبهر الألباب.. فهو الحبر الحاذق الفطن في كل علم.. في تفسير القرآن وتأويله وفي الفقه.. وفي التاريخ.. وفي لغة العرب وآدابهم، ومن ثمّ فقد كان مقصد الباحثين عن المعرفة، يأتيه الناس أفواجا من أقطار الإسلام، ليسمعوا منه، وليتفقهوا عليه..

    حدّث أحد أصحابه ومعاصريه فقال: " لقد رأيت من ابن عباس مجلسا، لو أن جميع قريش فخرت به، لكان لها به الفخر.. رأيت الناس اجتمعوا على بابه حتى ضاق بهم الطريق، فما كان أحد يقدر أن يجيء ولا أن يذهب..

    فدخلت عليه فأخبرته بمكانهم على بابه، فقال لي: ضع لي وضوءا، فتوضأ وجلس وقال: أخرج إليهم، فادع من يريد أن يسأل عن القرآن وتأويله..فخرجت فآذنتهم: فدخلوا حتى ملؤا البيت، فما سالوا عن شيء الا اخبرهم وزاد..

    ثم قال لهم: اخوانكم.. فخرجوا ليفسحوا لغيرهم.

    ثم قال لي: أخرج فادع من يريد أن يسأل عن الحلال والحرام..

    فخرجت فآذنتهم: فدخلوا حتى ملؤا البيت، فما سألوا عن شيء الا أخبرهم وزادهم..

    ثم قال: اخوانكم.. فخرجوا..

    ثم قال لي: ادع من يريد أن يسأل عن الفرائض، فآذنتهم، فدخلوا حتى ملؤا البيت، فما سألوه عن شيء الا أخبرهم وزادهم..

    ثم قال لي: ادع من يريد أن يسال عن العربية، والشعر..

    فآذنتهم فدخلوا حتى ملؤا البيت، فما سألوه عن شيء الا أخبرهم وزادهم"!!

    وكان ابن عباس يمتلك إلى جانب ذاكرته القوية، بل الخارقة، ذكاء نافذا، وفطنة بالغة..

    كانت حجته كضوء الشمس ألقا، ووضوحا، وبهجة.. وهو في حواره ومنطقه، لا يترك خصمه مفعما بالاقتناع وحسب، بل ومفعما بالغبطة من روعة المنطق وفطنة الحوار..

    مع غزارة علمه، ونفاذ حجته، لم يكن يرى في الحوار والمناقشة معركة ذكاء، يزهو فيها بعلمه، ثم بانتصاره على خصمه.. بل كان يراها سبيلا قويما لرؤية الصواب ومعرفته.. لطالما روّع الخوارج بمنطقه الصارم العادل..

    بعث به الامام عليّ بن أبي طالب ‎صلى الله عليه وسلم ذات يوم إلى طائفة كبيرة منهم فدار بينه وبينهم حوار رائع وجّه فيه الحديث وساق الحجة بشكل يبهر الألباب..

    ومن ذلك الحوار الطويل نكتفي بهذه الفقرة..

    سألهم ابن عباس: " ماذا تنقمون من عليّ..؟"

    قالوا: " ننقم منه ثلاثا:

    أولاهنّ: أنه حكّم الرجال في دين الله، والله يقول ان الحكم الا لله..

    والثانية: أنه قاتل، ثم لم يأخذ من مقاتليه سبيا ولا غنائم، فلئن كانوا كفارا، فقد حلّت أموالهم، وان كانوا مؤمنين فقد حرّمت عليه دماؤهم..!!

    والثالثة: رضي عند التحكيم أن يخلع عن نفسه صفة أمير المؤمنين، استجابة لأعدائه، فان لم يكن أمير المؤمنين، فهو أمير الكافرين.."

    وأخذ ابن عباس يفنّد أهواءهم فقال: " أما قولكم: انه حكّم الرجال في دين الله، فأيّ بأس..؟

    إن الله يقول: (يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّداً فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ)، فنبؤني بالله: أتحكيم الرجال في حقن دماء المسلمين أحق وأولى، أم تحكيمهم في أرنب ثمنها درهم.؟

    تلعثم زعماؤهم تحت وطأة هذا المنطق الساخر والحاسم، واستأنف حبر الأمة حديثه: "وأما قولكم: انه قاتل فلم يسب ولم يغنم، فهل كنتم تريدون أن يأخذ عائشة زوج الرسول صلى الله عليه وسلم وأم المؤمنين سبيا، ويأخذ أسلابها غنائم..؟؟

    وهنا كست وجوههم صفرة الخجل، وأخذوا يوارون وجوههم بأيديهم، وانتقل ابن عباس إلى الثالثة:

    " وأما قولكم: انه رضي أن يخلع عن نفسه صفة أمير المؤمنين، حتى يتم التحكيم، فاسمعوا ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية، إذ راح يملي الكتاب الذي يقوم بينه وبين قريش، فقال للكاتب: اكتب. هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال مبعوث قريش: والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك. فاكتب: هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله، فقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم: والله اني لرسول الله وان كذبتم، ثم قال لكاتب الصحيفة: أكتب ما يشاءون: أكتب: هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله".

    استمرّ الحوار بين ابن عباس والخوارج على هذا النسق الباهر المعجز، وما كاد ينتهي النقاش بينهم حتى نهض منهم عشرون ألفا، معلنين أقتناعهم، ومعلنين خروجهم من خصومة الامام عليّ. لم يكن ابن عباس يمتلك هذه الثروة الكبرى من العلم فحسب. بل كان يمتلك معها ثروة أكبر، من أخلاق العلم وأخلاق العلماء.

    فهو في جوده وسخائه أمام وعالم..

    انه ليفيض على الناس من ماله، بنفس السماح الذي يفيض به عليهم من علمه.

    ولقد كان معاصروه يتحدثون عنه فيقولون: "ما رأينا بيتا أكثر طعاما، ولا شرابا، ولا فاكهة، ولا علما من بيت ابن عباس".

    وهو طاهر القلب، نقيّ النفس، لا يحمل لأحد ضغنا ولا غلا.
    avatar
    malim
    وادياوي سوبر
    وادياوي سوبر


    تاريخ التسجيل : 11/03/2010
    تاريخ الميلاد : 15/04/1989
    ذكر العمل/الترفيه : .
    نقاط : 60729
    عدد الرسائل : 1456
    العمر : 35
    الشهرة : 11

    الحلقة الرابعة Empty رد: الحلقة الرابعة

    مُساهمة من طرف malim الإثنين 07 يونيو 2010, 4:42 pm

    عبد الله بن عباس

    يكنى أبا العباس وهو حبر الأمة، ولد قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بثلاث سنين . وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وله ثلاث عشرة سنة ، ولد وبنو عبد المطلب في الشعب ، فجاء به أبوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقبله ومسح وجهه ورأسه ودعا له، فقال: اللهم املأ جوفه فهما وعلما، واجعله من عبادك الصالحين، ثم قال: يا عم، هذا عن قليل حبر امتي وفقيهها والمؤدي لتأويل التنزيل .

    وكان عبد الله بن عباس مقدما عند أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله تعالى عنهم، وحج بالناس سنة خمس وثلاثين بأمر عثمان وعثمان محصور، وولاه علي بن أبي طالب البصرة وشخص معه إلى صفين، ثم رجع إليها واليا عليها،



    قال ابن عباس: كنت في حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم مراهقا للحلم.



    و يقول ابن عباس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في بيت ميمونة، قال: فوضعت له وضوءا من الليل، فقالت ميمونة: يا رسول الله وضع لك هذا ابن عباس، فقال: اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل.



    و عن طاووس قال: ادركت سبعين شيخا من أصحاب محمد فتركتهم وانقطعت إلى هذا الفتى، يعني ابن عباس، فاستغنيت به.



    قال مسروق: كنت إذا رأيت ابن عباس قلت أجمل الناس، فاذا تكلم قلت أفصح الناس، فاذا حدث قلت أعلم الناس.

    و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا غلام - أو يا غليم - الا أعلمك شيئا ينفعك الله به، احفظ الله يحفظك، اذكر الله يذكرك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واذا سألت فاسأل الله، واذا استعنت فاستعن بالله، واعلم ان النصر مع اليقين، وان الفرج مع الكرب، وان مع العسر يسرا، وانه لو اجتمع الخلائق على ان يعطوك شيئا لم يقضه الله لك لم يستطيعوا، ولو اجتمعوا على أن يمنعوك شيئا قضاه الله لم يستطيعوا.



    عن مجاهد قال: ما سمعت فتيا أحسن من فتيا ابن عباس إلا أن يقول: قال رسول الله.

    قال مجاهد: كنت إذا رأيت ابن عباس يفسر القرآن أبصرت على وجهه نورا.



    قال عطاء بن أبي رباح: ما رأيت مجلسا أكرم من مجلس ابن عباس، لا أعظم جفنة ولا أكثر علما، أصحاب القرآن في ناحية، وأصحاب الفقه في ناحية، وأصحاب الشعر في ناحية، يوردهم في واد رحب.



    و كان ابن عباس يسأل عن القرآن فيقول: هو كذا، أما سمعتم الشاعر يقول كذا?



    قال ابن عباس: كان عمر يأذن لأهل بدر ويأذن لي معهم، فذكر أنه سأله وسألهم فأجابه، فقال لهم: كيف تلومونني على ابن عباس بعد ما ترون? و كان عمر وعثمان يدعوان ابن عباس مع أهل بدر، وكان يفتي في عهد عثمان إلى أن مات.



    كان ابن عباس اذا سئل عن الأمر فكان في القرآن أخبر به، فان لم يكن في القرآن وكان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر به، فان لم يكن في القرآن ولا عن رسول الله وكان عن أبي بكر وعمر أخبر به، فإن لم يكن في شيء من ذلك اجتهد رأيه.



    قال ابن عباس: سلوني عن التفسير فإن ربي وهب لي لسانا سؤولا، وقلبا عقولا.



    كان عبد الله بن عباس يسمى البحر لكثرة علمه.

    وجد ناس من المهاجرين على عمر بن الخطاب في إدنائه ابن عباس دونهم، فقال عمر: اما إني سأريكم اليوم منه ما تعرفون به فضله، فسألهم عن هذه السورة اذا جاء نصر الله والفتح فقال بعضهم: أمر الله نبيه اذا رأى الناس يدخلون في دين الله افواجا أن يحمده على ذلك ويستغفره، فقال عمر: يا بن عباس تكلم، فقال أعلمه أنه ميت، يقول: "إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا" فهي آتيك في الموت، ثم سألهم عن ليلة القدر فأكثروا القول فيها، فقال بعضهم: ليلة احدى وعشرين، وقال بعضهم: ليلة ثلاث وعشرين، وقال بعضهم: ليلة سبع وعشرين، فقال لابن عباس: تكلم، فقال ابن عباس: إن الله وتر يحب الوتر، خلق السموات سبعا والأرضين سبعا، وجعل عدة الأيام سبعة، وجعل الانسان من سبع، فقال: "ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين" ثم جعل رزق الانسان من سبع فقال "أنا صببنا الماء صبا ثم شققنا الأرض شقا فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا متاعا لكم ولأنعامكم فاما السبعة فمتاع لبني آدم، وأما الأب فهو ما تنبت الأرض للانعام، وما نراها إن شاء الله إلا لثلاث وعشرين تمضي ولسبع يبقين، فقال عمر: كيف تلومونني على ابن عباس?



    أول من عرف بالبصرة ابن عباس، وكان كثير العلم، قرأ سورة البقرة ففسرها آية آية وحرفا حرفا.

    و يقول ابن عباس: من حلم ساد ومن تفهم ازداد.



    و كان ابن عباس في سفر حين نعي اليه أخوه قثم ، فاسترجع ثم عدل عن الطريق فأناخ راحلته وصلى ركعتين أطال فيهما، ثم عاد إلى راحلته فركبها، فقيل له: ما رأينا كما فعلت، فقال: أما سمعتم الله يقول: "واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين."



    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصف عبد الله وعبيد الله وكثيرا بني العباس ويقول: "من سبق إلي فله كذا، فيستبقون إليه ويقعون على صدره وظهره فيقبلهم ويلتزمهم."



    قال ابن عمر: ابن عباس أعلم الناس بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.



    لقد كان ابن عباس من الاسلام بمكان، ومن علم القرآن بمنزلة رفيعة، وكان عمر إذا ذكره قال: ذاكم كهل الفتيان.



    خلا عمر بن الخطاب يوما ففكر كيف تختلف الامة ونبيها واحد وقبلتها واحدة وكتابها واحد، فدعا ابن عباس فسأله عن ذلك فقال ابن عباس: أنزل القرآن علينا فقرأناه وعلمناه فيما نزل، وسيكون بعدنا أقوام يقرأونه ولا يدرون فيما نزل فيكون لهم فيه رأي، فإذا كان ذلك اختلفوا، فزبره عمر، ثم إنه أرسل إليه فقال: أعد علي قولك، فأعاده فعرف عمر صوابه وأعجبه.



    وقال حسان بن ثابت الانصاري في عبد الله بن العباس:


    اذا قال لم يترك مـقـالا لـقـائل بمنتظمات لا ترى بينها فـصـلا
    كفى وشفى ما في النفوس ولم يدع لذي إربة في القول جدا ولا هزلا
    سموت إلى العليا بغـير مـشـقة فنلت ذراها لا دنـيا ولا وغـلا



    قال ابن عباس: إياك والكلام فيما يعنيك إذا كان في غير موضعه، ولا تمار سفيها ولا حليما، فان السفيه يؤذيك وإن الحليم يقليك، واذكر أخاك في غيبته بما تحب أن يذكرك به، ودعه مما تحب أن يدعك منه.



    لما وقع في عين ابن عباس الماء أراد أن يتعالج منه فقيل له: إنك تمكث كذا وكذا يوما لا تصلي إلا مضطجعا فكره ذلك.



    قال ابن عباس: لجليسي عندي ثلاث إذا أقبل رحبت به، وإذا قعد أوسعت له، وإذا تحدث أنصت لحديثه واستمعت منه.



    سأل ابن عباس بعض أصحابه عن شيء فقال: لا أدري، فقال ابن عباس: أحسنت، كان يقال: إن قول لا أدري نصف العلم.



    كان عبد الله بن عباس مديد القامة جيد الهامة، مستدير الوجه، جميله أبيضه، وليس بالمفرط البياض، سبط اللحية، في أنفه قنى، معتدل الجسم، وكان أحسن الناس عينا قبل أن يكف بصره، وكف قبل موته بست سنين أو نحوها، وتوفي بالطائف سنة ثمان وستين وهو ابن إحدى وسبعين سنة وأشهر، أو اثنتين وسبعين، وصلى عليه ابن الحنفية ، وكان مرضه ثمانية أيام .



    وقال الواقدي وغيره: نزل في قبر عبد الله بن العباس وتولى دفنه علي بن عبد الله ومحمد بن الحنفية والعباس بن محمد بن عبد الله بن العباس، وصفوان، وكريب، وعكرمة، وأبو معبد مواليه.
    avatar
    malim
    وادياوي سوبر
    وادياوي سوبر


    تاريخ التسجيل : 11/03/2010
    تاريخ الميلاد : 15/04/1989
    ذكر العمل/الترفيه : .
    نقاط : 60729
    عدد الرسائل : 1456
    العمر : 35
    الشهرة : 11

    الحلقة الرابعة Empty رد: الحلقة الرابعة

    مُساهمة من طرف malim الإثنين 07 يونيو 2010, 4:43 pm

    كان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما حريصا على العلم واتباع رسول الله ، كان عمره دون البلوغ ومن شدة رغبته في الاطلاع على أعمال الرسول بات في بيت رسول الله لأن خالته ( ميمونة ) إحدى أزواج رسول الله . ثم لما قام الرسول بعد نصف الليل ليتهجد أي ليصلي لربه تطوعا وتقربا إلى الله قام عبد الله فتوضأ ووقف إلى جانب الرسول كان هو وقف على يسار الرسول فأداره أخذ مسك أذنه فأداره إلى اليمين ، كان عمر بن الخطاب يسميه فتى الكهول لأن الناس الكبار في السن قالوا إن عمر يُدني عبد الله بن عباس الذي هو صغير السن ولا يدني أولادنا ، عتبوا عليه فقال لهم إنه فتى الكهول هذا لو كان عمره صغيرا لكنه كامل العقل . هذا هو عبد الله بن عباس رضي الله عنهما الذي هو ابن عم رسول الله .

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 25 نوفمبر 2024, 2:41 am