* شرح الحديث الرابع والثلاثون:
- قوله: ( من رأى ) من هذه شرطية وهي للعموم ، قوله: ( رأى ) يحتمل أن يكون المراد رؤية البصر، أو أن المراد رؤية القلب ، وهي العلم ، والثاني أشمل وأعم ، وقوله: ( منكراً ) المنكر هو: ما أنكره الشرع وما حرمه الله عز وجل أو رسوله صلى الله عليه وسلم.
- قوله: ( فليغيره بيده ) اللام هذه للأمر أي: يغير هذا المنكر بأن يحوله إلى معروف ، إما بمنعه مطلقا أي: بتحويله إلى شيء مباح , ( بيده ) إن كان له قدرة اليد.
- قوله: ( فإن لم يستطع ) أي: أن يغيره بيده.
- ( فبلسانه ) بأن يقول لفاعله: اتقي الله ، اتركه ، وما أشبه ذلك.
- ( فإن لم يستطع ) باللسان بأن خاف على نفسه أو كان أخرس لا يستطيع الكلام.
- ( فبقلبه ) أي: يغيره بقلبه وذلك بكراهته إياه.
- ( وذلك أضعف الإيمان ) أي: أن كونه لا يستطيع أن يغيره إلا بقلبه هو أضعف الإيمان.
* في هذا الحديث فوائد:
- وجوب تغيير المنكر على هذه الدرجات والمراتب باليد أولا وهذا يكون على السلطان وإن لم يستطع فبلسانه وهذا يكون لدعاة الخير الذين يبينون للناس المنكرات.
- أن من لا يستطيع لا بيده ولا بلسانه فليغيره بقلبه.
- تيسير الشرع وتسهيله حيث رتب هذه الواجبات على الاستطاعة لقوله: ( فإن لم يستطع ).
- أن الإيمان يتفاوت ، بعضه ضعيف وبعضه قوي وهذا مذهب أهل السنة والجماعة وله أدلة من القرآن والسنة على أنه يتفاوت.
- وليعلم أن المراتب ثلاث: دعوه: " أمر " تغيير. فالدعوة أن يقوم الداعي في المساجد أو أماكن تجمع الناس ويبين لهم الشر ويحذرهم منه ويبين لهم الخير ويرغبهم فيه , والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر: هو الذي يأمر الناس ويقول افعلوا أو ينهاهم ويقول: لا تفعلوا. والمغير: هو الذي يغير بنفسه إذا رأى الناس لم يستجيبوا لدعوته ولا لأمره ونهيه.